Otohits.net, l'autosurf rapide et efficace Article headline مقام العقل أم مقام العبادة - The shrine of the mind or the shrine of worship دودي للمعلوميات https://doudi2020.blogspot.com/

"'> breaking"'>

دودي للمعلوميات

مدونة اجتماعية تارخية علمية ثقافية رياضية متنوعة تهتم بكل القضايا المعاصرة والتكنولوجية الحديثة واخبار دولية تواكب التطورات الحديثة في كل الميادين والمجالات المختلفة .

اعلان قرب الموضوع"'>

اعلان وسط المقالة

اعلان اسفل المقال 2

ht
'>'>

مقام العقل أم مقام العبادة - The shrine of the mind or the shrine of worship

مقام العقل أم مقام العبادة - The shrine of the mind or the shrine of worship

عندما خلق الله تعالى الإنسان ميزه بالعقل عن سائر المخلوقات. وجعل العقل هو محل التكليف، وموضع حمل الأمانة التي حملها الإنسان دونًا عن باقي المخلوقات التي أبت حملها. ولذلك كرم الله تعالى الإنسان ورفعه درجة عن باقي مخلوقاته (ولقد كرمنا بني آدم...) الآية.

ولم يكن هذا التكريم بالعقل- تشريفًا للإنسان وحسب؛ بل إنه تكليف وأمانة سنسأل عنها أمام الله يوم القيامة. فقد منحنا آلة عبقرية لا تهدأ ولا تكل ولا تمل. تفكر في كل شيء بدءًا من الأمور الحياتية العادية، مرورًا بالمشكلات اليومية والعملية، ثم الارتقاء درجة في سلم التفكير لنصل إلى التفكير في الكليات والأمور الكبيرة، ومحاولة الحصول على إجابات للأسئلة العملاقة التي تفسر لنا ماهية الوجود والعالم وطبيعة الأشياء، بل وطبيعة الأفكار والمعرفة ذاتها.

مقام العقل


إذن لابد لنا من وضع هذا العقل الذي كُرمنا به، في وضعه الصحيح، وفي مكانه الذي خُصص له. فليس من المعقول أو من المنطقي أن تأتي بآلة جز العشب لتقص بها أظافرك. فلكل مقام مقال. والعقل إذا وضعته في مكانه الصحيح من عالم الفكر، حصلت على ما أردت –بتوفيق من الله- من إجابات لأسئلة قد تعن في رأسك. ولكن السؤال الآن: ما هو المكان الصحيح للعقل؟ ولنسأل السؤال بصيغة أخرى: ما هي الحدود التي يستطيع العقل البشري مجاراتها، وما هي الحدود التي يقف العقل البشري خاضعًا أمامها لا يملك وسيلة لتخطيها؟

إن كل ما يتعلق بالزمان والمكان خاضع للعقل، فهكذا خُلق. ولا يستطيع العقل البشري بكل ما أوتي من عبقرية، أن يحل طلسمًا مثل الأبدية أو الأزلية. لا يمكنه تخيل اللانهائية، أو تخيل الحياة الأبدية في الحياة الآخرة. لأن للحياة الأبدية قوانينًا أخرى خارج حدود الزمان والمكان الذي نعرفه. ولنبسط الأمر؛ يعمل العقل البشري في عدد من الأبعاد، منها البعد الزماني والبعد المكاني، فأنا الآن أكتب هذا المقال في الزمن الفلاني، وفي المكان الفلاني، وأنت تقرأه كذلك- في زمن معين بذاته ومكان معين بذاته.

 وليس من المعقول أن يتصور عقلك أو عقلي أنني أتواجد الآن في مكان ما على الكرة الأرضية، وأتواجد في مكان آخر في نفس اللحظة. هذا ضد العقل المصمم لفهم فكرة المكان. وكذلك الأمر بالنسبة لفكرة الزمان، فنحن لا نستطيع أن نُغفل الزمن وإلا وقعنا في حيرة وفي اضطراب شديدين. انظر لنفسك إذا غفوت أو نمت لبعض الوقت، ثم استيقظت من نومك وأنت لا تدري كم الساعة الآن؟! تجد نفسك تتساءل: كم من الوقت قد نمت؟! هل نحن بالنهار أم بالليل؟! حالة من الاضطراب المؤقت الذي ما يلبث أن يزول سريعًا بمجرد معرفتك كم الساعة الآن؟! أرأيت كيف لهذا الأمر البسيط أن يُسبب لك ارتباكًا واضطرابًا شديدين في حالة لو استمر؟ 

ارتبط العقل باالزمان والمكان

إن بعض ما يعانيه رواد الفضاء هو الاضطراب الناجم عن عدم معرفتهم بالاتجاهات؛ وبالأخص الأعلى والأدنى، أو كما نقول "فوق وتحت". ويأخذ هذا منهم بعض الوقت حتى يعتادوا على ذلك، هذا إن اعتادوا على هذا في الأساس.
ما أريد قوله هو إن العقل ارتبط في عمله ببعدين أساسيين هما الزمان والمكان، ولا يستقيم عمله إلا بوجوده في داخل هذين البعدين. أما كل الأشياء التي تقع خارج هذا الإطار؛ فلن يحيط العقل بها علمًا مهما أُوتي من قوة تفكير.



فعندما نحاول أن نتخيل (إن يوم عند ربك كألف سنة مما تتعدون) أو (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة...) لن نستطيع. ربما قربنا الفكرة، بأن اليوم في الكوكب الفلاني هو بسنة من زمن كوكبنا. ولكن نحن هنا نقرب الفكرة إلى أذهاننا؛ حتى نستطيع أن نفهم فكرة اختلاف الزمن. ولكن ما هو العمل في حالة انعدام الزمن؟ فانعدام الزمن فكرة مرفوضة عقليًا ولا نستطيع مجرد تخليها!

ربما أيضًا- نستطيع فهم الفكرة بشكل أكبر عندما نقول إن الزمان والمكان مخلوقان من مخلوقات الله عز وجل. وإذا كانا مخلوقين من مخلوقات الله، فكيف يتحكم المخلوق في خالقه. إن الحدود الزمانية والمكانية لا تنطبق عند الحديث عن رب العزة سبحانه وتعالى، فهو المحيط بكل شيء، لا نعرف له زمانًا ولا يحده مكان. فهو الأول بلا ابتداء وهو الآخر بلا انتهاء.

ولذلك أمرنا سبحانه بإعمال العقل والتفكير في كل شيء؛ إلا عنه سبحانه عندما قال "ليس كمثله شيء.." والتعبير بالنفي يخبر العقل ضمنًا- أن يكف عن التفكير في ذات الله. فلو قال الله سبحانه إنه مثل كذا وكذا، لذهبت العقول إلى التشبيه والتمثيل؛ ولضلت وأضلت. هكذا جاءت البلاغة القرآنية في استخدام "اللغة السلبية" نفيًا حتى تكف العقول عن التفكير في هذا الأمر.

مقام العبادة


كذلك الأمر إذا حاولنا التفكر في بعض العبادات التي أمُرنا بها؛ ما هي حكمتها؟ ولم فُرضت علينا بهذا الشكل؟ ولماذا نؤديها بتلك الكيفية؟ وما هو العائد علينا منها؟ نجد الأمر الإلهي واضح وضوح الشمس في قوله تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم...) الآية. و"ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا..." الآية. فلم يقل الله تعالى ما آتاكم الرسول فخذوه واسألوا، بل قال فخذوه. لأن المقام هنا مقام عبادة وليس مقام عقل، ولا يستقيم أي شيء مع مقام العبادة إلا التسليم.
ثم تجد في العديد من الآيات الأخرى الحث على طلب العلم، والحث على التفكر في آيات الله في كونه، وإعمال العقل، والأخذ بالأسباب، وإعداد العدة، والأخذ بأسباب الحضارة...الخ.

لو نظرنا إلى ما نُهينا عن إعمال العقل فيه، وما أُمرنا أن نعمل العقل فيه، لوجدنا أن النهي جاء في حق الله، وما جاء من عند الله. تلك الأمور التي تقع خارج إطار الزمان والمكان بالمعنى المفهوم لعقولنا؛ أما الأمور التي تقع داخل زماننا ومكاننا فقد أُمرنا بإعمال العقل فيها، والتفكر والتدبر ومحاولة إجابة الأسئلة الكبيرة عن ماهية الأشياء والوجود والكون...
فمقام العقل يقع في داخل حدود زماننا ومكاننا؛ ولذلك أمُرنا بالتفكير وطلب العلم. أما مقام العبادة فهو يتعدى تلك الحدود؛ ولذلك أمرنا بالتسليم له والوقوف عنده.

***********************


***********************


***********************


***********************

اعلان الصفحة الرئسية