Otohits.net, l'autosurf rapide et efficace Article headline السعي نحو الكمال دودي للمعلوميات https://doudi2020.blogspot.com/

"'> breaking"'>

دودي للمعلوميات

مدونة اجتماعية تارخية علمية ثقافية رياضية متنوعة تهتم بكل القضايا المعاصرة والتكنولوجية الحديثة واخبار دولية تواكب التطورات الحديثة في كل الميادين والمجالات المختلفة .

اعلان قرب الموضوع"'>

اعلان وسط المقالة

اعلان اسفل المقال 2

ht
'>'>

السعي نحو الكمال


السعي نحو الكمال

الكمال هو وباء يجتاح العالم في الوقت الحالي. وباء يعاني ضحاياه من الشعور بالفشل في العمل، أو الزواج أو حتى الحمية الغذائية، لا تميز الكمالية بين شخص وآخر فحسب، بل ويمكنها أن تصيب أي شخص يسعى للنجاح. يمكنها أن تكون شيئًا قاتلًا لأحلام رواد الأعمال، أن السعي إلى الكمال يؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة العقلية.

البحث عن الكمال

لطالما كانت فكرة السعي نحو الكمال تجتاح عقلي، وتجعلني أخوض حرُوب داخلية كثيرة، فأنا دائماً أسعي إلى التفوق حتى على نفسي، فمنذ طفولتي وأنا أحاول الحصول على أكبر عدد من الأصدقاء، وجذب انتباه المدرسين خاصةٍ معلمة الرياضيات، لأكون الطالب المثالي، وبطبع يجب أيضاً أن أكون الأبن المثالي والمتفوق، لذا في المرحلة الثانوية قررت العمل، وبالفعل بدأت في دراسة إدارة الفنادق، وسعيت للحصول على خبرات أكثر، حيث كنت أعمل كمتدرب في أحد الوظائف الخاصة بالأعمال الفندقية عصرا بعد الانتهاء من الدراسة.


 وبعد أن أثبت نفسه في التدريب حصلت على الوظيفة بعد أشهر تدريب مجانى بدون مقابل، ومن هنا بدأت في مسيرتي الناجحة، وتدرجت من وظيفة إلى أخرى حتى وصلت إلى منصب مدير أحد الفنادق الكبيرة، وبالرغم من ذلك كنت لا أرضى، برغم أنني تقريباً حققت الصورة المثالية في كل جانب من جوانب حياتي، في العمل، في البيت مع الأطفال، في علاقتي مع زوجتي، ولكن في أعماقي ظل صوت مزعج يصرخ قائلاً: مازال أمامك الكثير لتفعله، أنت لم تحقق شيئاً البتة.

السعي نحو الكمال مشكلة

هكذا أصبحت بمجرد أن أحقق نجاحاً أبدأ فوراً في السعي إلى الوصول إلى هدف آخَر، وهذا جعلني تعيساً وأدخلني في حالة من القلق، والإحباط، والخوف من الفشل الذي يهددني بشكل دائم، وجعلني أيضاً أشعر بالإرهاق، والاستنزاف، والهزيمة، وأصبحت لا أستفيد بأي شيء من إنجازاتي، وأصبح عقلي الذي لا يرضى كشبح لا يمكنني التخلص منه.


 عقدت اناملي تحت ذقني، وقلت: يجب عليك أن تتعلم جيداً أن تقبل واقعك المعاش كما هو، وأن تعرف أنّ الفشل هو جزء من مواصلة الأحلام، فالسعي إلى النجاح في كل شيء وكسب رضا الناس هي صفة مفيدة وجيدة، ولكن إذا كانت الرغبة أقوى من اللازم وتجاوزت الحدود، فإنّها تضرك أكثر مما تفيدك.

كما يقول فرانسوا جول، وهو أستاذ في السيكولوجيا الإيجابية، في كتابه “تعلّم أن لا تكون كاملاً”: "يمكن التخلي عن السعي إلى الكمال، وعلى الفرد تقبُّل ما تقدمه له الحياة، والاستفادة من الجانب الإيجابي من ذلك".

 هل السعي إلى النجاح في كل شيء هو أمر سيئ؟!"

فأسبغ وجهي بابتسامة لطيفة، وأقول لك: بالطبع ليس هناك ما هو خطأ في العمل الجاد لتحقيق أهدافك في الحياة، ولكن يمكن الخلط بسهولة بين السعي لتحقيق مستويات عالية من النجاح، وهي بالمناسبة مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، وبين السعي لبلوغ الكمال، ولكن هناك فرق شاسع، فإنّ السعي للتميز صفة ينفرد بها من يثق بنفسه عن غيره من الناس، إنه بمثابة المحفز والمحرك الخاص بك، الذي يغذي شخصيتك ويجعلك إنساناً سعيداً يواصل العمل الدؤوب المتجسد بالمثل القائل: «من سار على الدرب وصل»

على العكس تماماً، فإن الكمالية هي مثل الشبح الذي يجعلك تشعر بأنك فاشل على الدوام، فتشعر بالكآبة.

 يمكنك أن تتعلم كيف تأخذ من السعي نحو الكمال أفضل ما فيها، فإذا فشلت مرة حاول أن تستخلص من ذلك الفشل دروساً، بدل أن ترفضه تماماً وتكون تعيس، تعلم من أخطائك واعترف بها ولا تبررها، وينبغي ألا تلوم الآخرين، فهذا ما سيجعلك تنجح المرة القادمة، لهذا يجب أن تتقبّل كونك لا يمكن أن تكون كاملاً، حتى آدم أبا البشر أكل التفاحة وطرد من الجنة، ويجب أن تتعلم كيف تحب حياتك كما هي بدل أن تشكو منها باستمرار، ويجب أيضاً أن تحمد الله على أشياء لو لم تكن متوافرة لك، لكنت أكثر تعاسة وإيلاماً مما أنت عليه.

***********************


***********************


***********************


***********************

اعلان الصفحة الرئسية