إلى اللقاء غاريث بيل - Goodbye Gareth Bale

رحل بيل عن ريال مدريد، الجميع سعيد في مدريد على رحيله ، مشجعين توتنهام سعيدين بقدومه، مورينيو سعيد وزيدان سعيد وغاريث بيل ايضًا سعيد ، لا يوجد أحد حزين لهذه الصفقة ، لكن لماذا ؟ ماذا حدث وهل فعلًا بيل مجرد ذكرى سيئة في مدريد ؟ ومن هذا المنطلق يعتبر رحيل بيل أفضل للجميع،لان الجميع يريد رحيله كما يقال في مدريد، ان بيل لم يقدم ماينتظره منه الجمهور والفريق ككل، وبا التالي رحيل اللاعب حتمية لابدا منها.

ضم غاريث بيل الى ريال مدريد

أعلن ريال مدريد ضم غاريث بيل بصيف موسم 2013/14 ، بعد رحيل مورينيو فورًا، ظهر بيريز وهو يشير بالصمت لجمهور ريال مدريد وهم يقولون له : لا تبع أوزيل ، ولكن بيريز كان مصر على بيع أوزيل وتقديم مفاجأة غاريث بيل وبدأت فعلًا جماهير مدريد تتخيل بيل بفريقها، وجملة : بيل على اليمين ورونالدو على اليسار، لم يكن بيل بتلك اللحظة مجرد لاعب عادي، هو أغلى لاعب بالعالم حينها ، افضل لاعب بالدوري الإنكليزي مرتين ، أفضل لاعب بتوتنهام وبويلز، كان شيء مميز جدًا، تسديداته البعيدة وسرعته وقوته البدنية، كل شيء جعل مدريد يتخيل وجوده بالتشكيلة. 

غاريث بيل لغز مدريد

لكن كان هناك لغز حول غاريث بيل بريال مدريد، يمكن أن أقول شيء أكبر من اللغز، هناك صمت، هناك أمور لا نحب الحديث عنها أو غير محبب الحديث عنها، لكن سنتكلم عنها اليوم بما إن النهاية قد جاءت، بيل رجل علق بالمئة مليون يورو، تلك حقيقة لا يمكن إنكارها، علق بين طمع ليفي بسعره وبجنون بيريز لشراءه، كان ضحية سعر مبالغ به، كان ضحية تشبيه اللاعب بكريستيانو رونالدو، نعم كريستيانو رونالدو العظيم، لماذا لم يفكر أحد بهذه الفكرة : ماذا لو كان بيل تم بيعه مقابل 50 إلى 70 مليون يورو ولم يتم تشبيه اللاعب بكريستيانو، هل سيكون هناك نفس ردة الفعل حوله  ؟ لا أعتقد ذلك.

 بيل رجل كان يخرج من الملعب ولا يصفق له إلا نادرًا أو بصوت منخفض، لا يتلقى الدعم ابدًا وتحدث عن هذا الشيء بلقاء منذ فترة قصيرة وقال بأنه توقع عوضًا عن دعم الجماهير لاخراج افضل مالديه كانوا ينتقدونه، بيل كان اسبوعيًا هناك مقال انتقاد له بسبب لعبه الغولف أو عدم تعلمه الإسبانية، دائمًا بالبيرنابيو هناك تصفير ضده وذلك الشيء لم يكن بسبب أخر موسمين، بيل منذ موسمه الثاني مع مدريد يصفر ضده، تم وضعه كخليفة كريستيانو مجبر وتم وصفه بلاعب المئة مليون، حتى مدربه ضده، زيدان كمثال قال مرة بأنه لو كان يملك تبديل رابع فلن يكون بيل، وقال مرة بالجولة التحضيرية بالموسم الأخير بأن رحيل بيل أفضل للجميع وبأنه يتمنى رحيله، لم يكن عند بيل حصانة من مدربه وناديه وبذات الوقت وكيل أعماله يلمع صورة بيل بطريقة خاطئة ومستفزة .

شكرًا لله لقد خرج بيل !

تلك كلمات مشجعي مدريد حاليًا وكأن من ترك فريقهم أسوء لاعب بالفريق وكأن من ترك فريقهم لاعب لا يعرف أساسيات كرة القدم ، المشكلة ببيل مع احترامي للجميع بأنه لم يكن ذلك الشخص الذي يقوم " ببيع " الكلام ، ماذا أقصد ؟ لأكون صريحًا، بيل لم يكن ذلك اللاعب الذي يخرج بين كل فترة وفترة يتحدث بها عن عظمة مدريد وعن عظمة تاريخ النادي وتلك الأمور نحن كمشجعين نفكر بها كثيرًا، فئة كبيرة من مشجعي مدريد عاطفيين ويركزون في تلك الأمور، تخيل بأن بيل قدم مباراة سيئة وسجل بالنهاية أو صنع هدف وقبل الشعار وشد قميصه ومدح مدريد بعد اللقاء، ستنخفض الانتقادات عليه للنصف، هناك لاعب لن أذكر اسمه شاهدته خلال كل مسيرته مع الريال يقوم بهذا الشيء، لكن بيل كان " ساذج " بهذه النقطة ولم يفكر في استغلالها.

بيل في توتنهام

بيل ليس لاعب سيء، ليس لاعب متوسط ، هو سوبر، يمكن بأن البعض لم يشاهد بيل في توتنهام، بيل توتنهام ليس فقط نجم سوبر، ابدًا  كان ثورة في إنكلترا، بعام 2008 خرج كيفن كيغان قائلًا : " نحن في خطر كبير بإنكلترا لا نشعر به وهو أن يتحول هذا الدوري العظيم لدوري ممل لأن التوب فور لن يتغير . " حتى جاء عام 2010 واستطاع توتنهام الحصول على المركز الرابع ولكن الفكرة بأنه كان هناك شاب مزعج جدًا في الملعب، غاريث بيل موجود، بعد فترة أصبح بيل الشغل الشاغل لإنكلترا، الكل يريد بيل، لاعب بإمكانه أن يكون ظهير وجناح أيمن وأيسر.

تحول بيل لمصدر إزعاج لفرق الدوري بعد انفجاره وبدأت الفرق بوضع لاعبين اثنين لمراقبة بيل مثل مباراة ايفرتون حين وضع مويس لاعبيه كولمان وفيل نيفيل بمراقبة بيل وفشل الاثنين، وحينها بدأت كل الفرق الاعتماد على تلك الفكرة وقال بيل حينها : " الأمر صعب علي حين أرى لاعبين اثنين يراقباني طوال التسعين دقيقة "

غاريث بيل النسخة الثانية من كريستيانو

حتى بواش حين جاء للنادي وضع بيل كلاعب رقم عشرة ونجح بيل، كان وجوده في كل الملعب شيء مستفز للخصوم، ريدناب بتلك الفترة بعد مباراة الانتر العظيمة لغاريث بيل قال : " هناك جناحين في العالم لا يمكن إيقافهما ابدًا " ( يقصد كريستيانو وغاريث بيل ) ادرك حينها ريدناب والكرة الإنكليزية بشكل عام بأن كسر حاجز التوب فور بحاجة لاعب سوبر، وكان ذلك اللاعب غاريث بيل الذي اعتبره البعض النسخة الثانية من كريستيانو رونالدو في الدوري وهذا ماجعل بيريز مجنون لفكرة التعاقد معه، لم يأتي لمدريد عن عبث  جاء لأنه أفضل لاعب بالدوري مرتين .

بيل لم ينجح في الريال

ضاع بيل في مكان ما بين تفاصيل قميص ريال مدريد العظيم، مشكلته كانت نفسية أكثر من فنية، كان بقميص ويلز الأحمر بطلًا و حي، بينما بقميص الريال كان وجهه شاحب، يقول غابيدون عن مشكلة بيل : " من الواضح أن لديه صلة بوطنه ، أصدقائه هنا، والديه هنا، كان بيل دائمًا هو فتى المنزل، لكن ريال مدريد ؟ هذا بلد مختلف والضغوط هائلة، يمكننا جميعًا رؤية السلبية هناك والاستهجان بين الجماهير، إصاباته لم تساعده وبغرفة تبديل الملابس يجب أن يحصل على الراحة، إذا لم يكن الأمر كذلك فمن الصعب الانسجام، بمعسكر ويلز هو من أكثر الأشخاص المرحة لكن بمدريد دائمًا رأسه بالأسفل ".

في أحد المرات قلت لصديق لي بأن بيل ظُلم كثيرًا في مدريد، طريقة التجيش ضده من الأعلام الإسباني كان محزنة وتحديدًا بعد خروج تسريبات تتعلق بعدم تعلمه الإسبانية، بيل يستحق بأن نتشكره، ننسى ماحدث خارج الملعب لكن داخله يستحق بعض كلمات الشكر، ساهم في 173 هدف مابين صناعة وتسجيل خلال 251 مباراة مع ريال مدريد.

***********************

***********************

***********************

***********************