الحياة و إختيارات اللحظة الواحدة - Life and one-moment choices

الحياة هي ذلك الإمتحان الكبير الذي نجبر على خوضه، حيث أن أي منا لم يكن قرار القدوم إلى الحياة قراره الخاص و لكن كل ما يحدث بعد القدوم و إكتمال الوعي و القدرة على الإدراك، يعد هو إختياراتنا و التي نتحمل نحن المسئولية عنها و النتائج المترتبة عليها، ولهذا تعد كثيراً من الإختيارات على قدر كبير من الأهمية حيث أن هناك إختيارات لا يمكن إصلاح ما يترتب عليها من نتائج، لذا تكون لحظة الإختيار هي في عمر الزمن مجرد لحظة لكنها قد تكون في أعمارنا تساوي حياة.

إختيارات اللحظة

أن المرء حينما يختارلا يفعل فقط بقناعات منفصلة مجردة و إنما يشترك معه في الإختيار ما نشأ عليه و تأثر به و وجد حوله أن الإختيار الصحيح لا يمكن أن يصل إليه، و من لم يتعلم أسسه و تلك التي نتلقاها بداية من الأسرة و العائلة و المدرسة و الظروف المحيطة كل تلك العوامل تتدخل في الإختيار مع الملكات و الطباع الخاصة بكل واحد منا، ولكن ليس كل الإختيارات يتاح لنا أمامها مساحة من التفكير لذا أن لم يكن العقل متزن كفاية و النفس بارئة إلي حد ما من العلل و ظرف و توقيت الإختيار بعيد عن الدفع بنا نحو الإرباك و التهور، كلما كان ذلك معيناً أكثر على الوصول لإختيار سليم و كلما أهنزت أحد العوامل السابقة كلما كانت المخاطرة في الإختيار أكبر و ربما أفدح أثراً.

الحياة دروس و الدنيا تجارب

من هنا يجب أن نتعلم و نعلم أبنائنا و أحفادنا أن الحياة معلم قاسي، لا يعطي دروسه بغير ثمن وعلى حسب الإختيار يتحدد الثمن و ليس كل الأثمان محتملة ولا كلها يمكن تفاديها و الحد منها، أن الحياة و إختيارات اللحظة الواحدة لها من الأهمية ما يجعلنا دوماً نتريث قدر المستطاع، ننتبه قبل الإقدام على الإختيار للنتائج التي قد تترتب عليه صحيح هذا غير متاح دائما و يقل مع نقص الخبرات لكن أن لم نتعلمه و نعلمه لأعزاءنا كلما كانت نسبة المخاطرة اكبر.

أن الذين فقدوا حياتهم غدراً أو يقبعون خلف أسوار السجون أو يعانون من تعاسة و إغتراب، غالبيتهم يدفع نتيجة لحظة إختيار خاطئة قام هو بها أو قام بها أحدهم و أنعكست النتائج عليه، والإختيار يصنع حياة أو يضيعها و لهذا هو أهم فعل يقوم به الإنسان خاصة أنه سيقع عليه اثره في الدنيا والآخرة فتريثوا و إنتبهوا فلحظة الإختيار لا تدوم، لابدا على الفرد أن يتريث في كل صغيرة و كبيرة قبل اختيارأي طريق يسلكه في حياته اليومية و الواقع المعاش. 

مواقف وتحديات الحياة

يتعرض الكثير من الناس الى مشاكل متعددة كما يواجه كلٍ منا العديد من المواقف والمراحل المختلفة في الحياة، بعض منها يكون إيجابيًا  والبعض الاخر سلبيا كما يجلب لنا الفرح والسعادة، في حين أن البعض الآخر يحمل في طياته تحديات أكثر، بل ويكون صعبًا أيضًا على أن مدى صعوبة مواقف مُعينة بالنسبة للفرد الواحد ما هي إلا تجربة شخصية، الأمر الذي يفسر وجود عدد مختلف من المواقف التي قد تُشعرنا بالتحدي.

في هذه الحياة يمتلك الأشخاص طُرقهم الخاصة والفردية في التعامل مع المواقف والأوضاع الصعبة التي تواجههم، وفي بعض الأحيان تعتمد الطريقة التي يتبنوها على نوع المشكلة: ففي حالة تنمر الطلاب بالمدرسة، يتعين عليك الحصول على مساعدة أحد الراشدين، أما في حالة الصعوبات والمشاكل المالية يتعين عليك دائمًا إعادة ترتيب أمورك المالية، أما في أوقات الحزن عادةً ما يكون دعم الأحباء مهمًا للغاية لان العائلة هي العمود الفقري والسند الرئيسي في الحياة.

إختيارات الحياة

تمضي بنا الحياة ونحنُ غافلون عن تقدير الوقت، وعن الاستمتاع به في لحظتهِ فترحَلُ أجمل أيامنا بطَرْفَةِ عين في إسهابنا الدائم بالتفكير بالماضي، أو توقعنا المستمر بوصولِ المستقبل بالشكل المنتظر، ومن اجل خلق لحظاتٍ هادفة في الحياة، علينا العيش في الحاضر، والتخلي عن محاولات إشغال العقل بالماضي، وهواجس المستقبل، فالحياة اليومية مليئةً باللحظات الهادفة والسعيدة ولو كانت لحظات صغيرة لاتُذكر، لكن عندما لا يتوافقُ الواقع مع تصوّراتنا العقلية تبدأ هنا المعاناة، يكمن الحل في التخلص من هذه المعاناة بالتوقف عن التفكير الزائد، فهو أشبَهُ بالدوامة التي يبدو الشخص فيها رخوًا قابلًا للكسر بسهولة، مُقيّدًا بالأفكار المكثفة وعلى حافّةِ القلق الدائم.

تتفاوتُ قدرات البشر في التواصل مع الحياة، فلقد شعرتُ في كثير من الأحيان بلحظات يتخلَّلُها تواصل عميق بالحياة عند التأمل في الكونُ فنحن نعيش في كونٍ فسيحٍ وبديعٍ ومع ذلك نجِدُ معظمنا فاقد الشعور به غير مُدرِكٍ لمدى عظمته، ففي تأمُّلي فيه أخرجُ من عقلي وأسمحُ للحياة بالتدفق بداخلي، كما تتفاوتُ قدرات البشر في التواصل مع الحياة، فلقد شعرتُ في كثير من الأحيان بلحظات يتخلَّلُها تواصل عميق بالحياة.

عند التأمل في الكونُ فنحن نعيش في كونٍ فسيحٍ وبديعٍ ومع ذلك نجِدُ معظمنا فاقد الشعور به غير مُدرِكٍ لمدى عظمته، ففي تأمُّلي فيه أخرجُ من عقلي وأسمحُ للحياة بالتدفق بداخلي، أثْرِ حياتك بمصادر إلهامٍ متعددة حتى يتشرب عقلك الباطن منها، واجعل من أولوياتك أن تعيش حياةً غنيةً بالتجارب ولحظات هادفة، فمقياسُ العيش لا يُقاسُ في اقتنائِك لممتلكاتك المادية بل بتجاربك، فالحياة عالَمٌ واسع ونحن من نعيشها ونُعمّرها ونطوف بها.

***********************

***********************

***********************

***********************